الزهور الصامته

الزهور الصامته

تعد الزهور وروائحها من أشهر العطور على مر التاريخ، فمنذ بدأ الإنسان في صنع حضارته حاول دائما اقتناء تلك الروائح الساحرة الخلابة التي تبثها الطبيعة من حوله في زجاجة عطرية، ولأنها ساحرة استعصت أروع الأزهار على صانعي العطور و أبت أن تمنحهم سرها فأسموها “الزهور الصامتة”، ولكن كيف تمكن خبراء العطور في النهاية من صنع تلك الروائح البديعة؟

تعريف الزهور الصامتة

هي زهور عطرة جدا، تشتهر بروائحها الخلابة، إلا أنه لم يتم اكتشاف طريقة لاستخلاص زيوتها العطرية حتى الآن،فقد فشلت كل الطرق التقليدية، وحتى أشهر وأمهر صناع العطور على مستوى العالم لم يتمكنوا من استخلاص روائح تلك الظهور الصامتة حتى الآن.

في منتصف القرن الثامن عشر تم إطلاق اسم “الزهور الصامتة” على تلك الزهور، لأنها لم تكشف عن سر استخلاص رائحتها العطرة حتى الآن، وبالرغم من ذلك كثيرا ما تتواجد نوتات تلك الزهور في المكونات الرئيسية للعطور المعروفة والأكثر انتشارا.

silent flowers
كيف تصنع عطور الزهور الصامتة

اضطر صناع العطور إلى ابتكار طرقا جديدة ومبتكرة لانتاج  عطور الزهور الصمتاء صناعيا بداخل المختبرات، فباستخدام مجموعات مختلفة من المواد الخام الطبيعية والجزيئات والمركبات الصناعية يبتكر كل صانع عطر توليفته الخاصة لانتاج عطر ذات الزهرة.

عادة ما يتكون عطر الزهرة من عدة روائح، على سبيل المثال يتكون عطر زهر العسل من رائحة الياسمين مع جوانب أخرى نباتية وعسلية وبرتقالية، وهو ما يعني أن روائح الزهور الصامتة الصناعية يمكن أن تختلف من صانع عطور إلى آخر وفقا لحساسيتها الشمية والذكريات الشخصية والتجارب التي تثيرها.

ومع مرور الوقت تستمر مجموعة المواد التي يستخدمها صانع العطور في خلق توليفاته العطرية في النمو والتطور مما يسمح له بالتعبير عن نفسه بشكل أفضل وتعزيز التراكيب الزهرية.

المواد التركيبية في استحضار روائح العطور الصامتة

مكنت الكيمياء العضوية صانعي العطور من تقليد روائح تلك الازهار الصامتة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وذلك بوضع الجزيئات الشمية في خدمة فنهم، فيعيدون تكوين عطور الزهور التي لا تكشف عن روحها.

أنواع الزهور الصامتة

تعد كافة الزهور صامتة باستثناء الورد، والياسمين، ومسك الروم، والماغنوليا، والنرجس، والنرجس البري، والميموزا، والكاسيا، وزهر البرتقال، واللافندر، والمكنسة، والإيلنغ والأوسمانثوس.

من أشهر الزهور الصامتة :

– زنبق الوادي

– البازلاء الحلوة

– الزنبق

– الصفير

– البنفسج

– الليلك

– الفاوانيا

– زهر العسل

– القرنفل

– الغاردينيا

من بين أكثر الأزهار الصامتة شهرة:

يمتلك كل صانع عطور في مجموعة المكونات الكيميائية التي يستخدمها في إبداعه العطري العديد من الجزيئات الأساسية، من أشهرها “الإندول” الذي يوجد في كل الزهور البيضاء، وينبعث منه رائحة زهرية حلوة عند استخدامه بتركيز منخفض

يستخد صناع العطور كذلك كحول فينيل إيثيل، وهو أحد المكونات الطبيعية للورد، ويستخدم لإعادة إنتاج رائة الياقوتية، وهناك ايضا النوتات الخضراء والطازجة من زنبق الوادي أو الكليم أو المسك أو حتى المسك الأصلي، يتم محاكاة روائحهم باستخدام هيدروكسي سيترونيلال.

 عادة ما يتكون عطر مسك الروم، الذي يمكن شمه في الباتشولي إيبي، من خلط و إتفاق الإيلنغ، وجوز الهند، والميموزا ،والإندول وغيرها من العناصر الشمية.

هذا الجزئ المسمى “Isolat” يتم استخراجه من الزيوت الأساسية الطبيعية ويتم تكراره للحصول على جزء بسيط من الرائحة، وهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من المساعدة العلمية حتى يمكن ملاحظته.

إذا عدنا إلى البدايات الأولى للعطر يمكننا ذكر مثالان لجزيئان صناعيان تم إنشائهما بقدر كبير من العناية والخبرة للقيام بالمهمة التي رفضت الطبيعة تأديتها.

الجزئ الأول هو جزئ البنفسج، حيث تم انشاءه عام 1830 في مختبرات العطور الروسية، والثاني هو أول ألدهيد اصطناعي، والذي صنع عام 1874 لأسباب اقتصادية بحتة وذلك لانتاج عطر الفانيلين.