العطور الجلديه

العطور الجلديه

 ارتبطت رائحة الجلود بعالم صناعة العطور لعدة قرون، فيقدم الجلد والعطور نموذج ساحر للتعايش والتناغم، حتي أصبحت الجلود عالم 2001 عائلة عطرية بشكل رسمي, تمتزج رائحة الجلود بشكل رائع مع الهال والزنجبيل وخشب الصندل والسوسن و طحلب السنديان والبتشولي والمسك وحبوب التونكا.

رائحة الجلود هي واحدة من أشهر عائلات العطور وأقدمها، تستخدم النوتة الجلدية كقاعدة للعطر، وبالرغم من أنها نوتة رجالية في المقام الأول، إلا أنها تستخدم أحيانا في العطور النسائية، فرائحة الجلود قوية ولكنها رقيقة في الوقت ذاته، وهي دافئة دائما وراقية وناعمة مما يجعلها مزيج نادر يسعي الجميع لتجربته.

 

 

leather smell
نشأة العطور الجلدية

كانت البداية في مدابغ الجلود بفرنسا خلال عصر النهضة، حيث تستخدم المخلفات النيتروجينية لمعالجة الجلود و جعلها لينة، ومن أجل إخفاء الروائح الكريهة الناتجة عن هذه العملية وعمليات الدباغة تم تعطير الجلود بالزهور والأخشاب العطرية وغيرها من المواد التي شكلت رائحة الجلود المميزة التي نعرفها جميعا.

اختلفت وصفات تعطير الجلود في كل منطقة أو بلد، ففي إيطاليا استخدموا زبدة المسك والزباد و زبدة السوسن، أما إسبانيا فعطروا المنتجات الجلدية بالكافور والعنبر، وفي فرنسا كانت وصفتهم تحتوي على زهر البرتقال والسوسن والمسك والبنفسج.

اشتهرت المنتجات الجلدية المعطرة وخاصة القفازات بين الملوك والنبلاء، الذين لفت انتباههم تلك الرائحة، حتى بدأ العملاء على طلب عطور شخصية تشبه رائحة تلك القفازات الجلدية.

كان الجلد دائمًا شائعًا بشكل خاص بين الرجال ولكنه أيضًا خيار رائع للمرأة ذات الأسلوب والشخصية والحضور. تمتعت العائلة بنهضة في العصر الحالي مع العطور النضرة أو الزهرية أو الحسية أو المدخنة أو اللامعة. يحتوي الجلد على مجموعة متنوعة من الحالات المزاجية من العدوانية إلى الهدوء المضمون: تنوع لا نهائي لمحبي العطور المميزين.

Tom Ford Tuscan Leather
أنواع العطور الجلدية

هناك العديد من الفئات الفرعية داخل عائلة الجلود بما في ذلك العطور الجلدية ذات اللمسات الحمضية واللمسات الخضراء واللمسات الغورماند ولمسات الأزهار البيضاء.

كما تحتوي عائلة الجلود على روائح مدخنة حيث تمتزج رائحة الجلود مع رائحة الخشب المتفحم والعطور مع نفحات التبغ السائدة، وأكثر ما يميز تلك العائلة جفاف عطورها الشديد.

جلد التبغ

هو عطر جلدي مخفف بالخشب والعسل والتبن، وهو ما يميز رائحة التبغ، وقد اصبحت هذه العطور الممتعة والجافة في آن واحد مرغوبة للغاية  فرائحة الجلد الممزوجة برائحة الدخان والخشب والتبغ مع لمحة من العسل تعطي شعوريا رجوليا دافئ و صلب في آن واحد لكنه حلو المذاق.

الجلود الخشبية الحارة:

قاعدة خشبية يتم شحذها من خلال الجلود والألدهيدات، تتميز هذه العطور برائحة التوابل المرة.

مواد خام أخرى

بالإضافة إلى الأخشاب العطرية ، هناك مواد خام أخرى ، طبيعية أو اصطناعية ، يمكن استخدامها في صنع التوليفات العطرية الجلدية، من بينها الأصماغ مثل السيتراكس واللابدانوم، فروائحها المعتدلة والدافئة والحيوانية قوية وتعمل كأساس للروائح الجلدية.

وهناك أيضا عطور الجلود الحلوة فهي لها لمسة نهائية مثيرة، تعطي شعور حلو مخيف، وأفضل العطور الجلدية الحلوى هي التي تعتمد على الفانيليا، وكذلك العسل والياسمين.

 يمكن استخدام الكيمياء الاصطناعية حيث يستخدم صناع العطور المركب الاصطناعي أيزوبيوتيل كينولين، المعروف أكثر باسم IBQ، بعناية فائقة، فرائحته قوية للغاية تشبه الجلد الجاف ويتم مزجه أيضا مع النوتات الخضراء.

الجلود الخشبية المعطرة

في هذه التركيبة يستخدم صانعوا العطور نوتات الخشب المعطر، أشهرها زيت قطران شجرة البتولا، وذلك من خلال تسخين لحاء البتولا بطريقة محكمة للحصول على مادة تتكون من القطران ورماد اللحاء.

وفي عالم العطور يتم الحصول على قطران البتولا عن طريق عملية التقطير بالبخار الجاف الطويل لهذه المادة، ويتميز هذا العطر برائحة النيران المشتعلة في الخشب داخل المدفأة، وذلك بفضل مكوناته الدافئة والدخانية.

ويمكن أيضا استخدام من جذور و أخشاب عدد آخر من الأشجار للحصول على عطر جلدي ذو لمحة دخانية قوية جدا مثل شجرة الكاد، والآجار وهو املكون الرئيسي لخشب العود.

جلد الأزهار

هو عطر ذو إطار جلدي ناعم معزز بنواتات الأزهار الهشة مثل الخالد أو كاسيا، وهو ما يمنحها طابع لاذع.